تساءل د. أحمد الكيالي- نائب رئيس اتحاد الأكاديميين الفلسطينيين عن حقيقة أن تاريخ الخامس عشر من أيار/مايو 1948، الذي يعرف باسم يوم “النكبة” لدى الفلسطينيين، هو فعلاً تاريخ النكبة الحقيقي ؟
وقال الكيالي:” برأيي أن هذا التاريخ هو تاريخ الإعلان عن النكبة ، فالنكبة الحقيقية بدأت من مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897 ، الذي تم فيه تأسيس المنظمة الصهيونية، وعقد مؤتمرها الأول، الذي يعد فاتحة العمل “الصهيوني” السياسي المنظّم لتأسيس الدولة اليهودية على أرض فلسطين”.
وتحدث الكيالي عن ما سبق هذا التاريخ من: تخطيط ووضع البرامج؛ لتحقيق الأهداف الصهيونية في إقامة كيان لهم في فلسطين، وما رافق هذا التاريخ من ضعف في الأنظمة العربية ، وتناول الدعم البريطاني الذي أدى إلى تعرض الفلسطينيون على مدار سنوات طويلة تسبق يوم “النكبة”، للاضطهاد والتعذيب والتهجير، ونهب أراضيهم، والهجرة اليهودية إلى إليها، بتخطيط من الحركة الصهيونية العالمية، وبمساعدة بريطانيا، التي كانت تسعى لإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين ، هو البداية الفعلية للنكبة .
وتابع الكيالي حديثه قائلاً:”إن من أسباب دعم بريطانيا، لإنشاء “دولة إسرائيل” هو تبنيها لفكرة “الدولة الحاجزة”، التي نادى بها “الصهاينة”، والقائمة على “شطر” جناحي العالم الإسلامي في آسيا وإفريقيا، مما يؤدي إلى إضعافه، وإبقائه مفككًا، ومنع ظهور قوة إسلامية كبرى، تحل مكان الدولة العثمانية التي كانت في طور الانهيار، إضافة إلى فشل اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها.
ولفت الكيالي إلى أنه قد سبق اهتمام بريطانيا، اليهود أنفسهم، بتوفير الحماية لهم، حيث افتتحت لندن لها قنصلية في القدس عام 1838، وأول رسالة من الخارجية البريطانية لنائب القنصل، طلبت فيها “بتوفير الحماية لليهود وإن كانوا غير بريطانيين”.
وواصل نائب رئيس اتحاد الأكاديميين الفلسطينيين حديثه قائلاً:” كنت أود الحديث عن نكبة فلسطين بتفاصيل أكثر، ونظرًا لتشعب الموضوع؛ أدعو الزملاء في اتحاد الأكاديميين الفلسطينيين، أن يتناول المختصون منهم جوانب أخرى ، مثل: إسهام الدور العربي والإسلامي في دعم هذه القضية أو إعاقتها، وخاصة في ظل تصاعد موجة التطبيع من بعض الدول العربية ، ونجاحات وإخفاقات القضية الفلسطينية، ، وأهم ملامح “صفقة القرن” وتأثيرها على مسار القضية الفلسطينية، والسيناريوهات المتوقعة لمستقبل القضية الفلسطينية.”